من أقوال المفسرين في تفسير قوله( تعالي):
*وأوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون... النحل.(68)
* ذكر ابن كثير يرحمه الله ما مختصره: المراد بالوحي هنا( الإلهام) والهداية والإرشاد للنحل, أن تتخذ من الجبال بيوتا تأوي إليها, ومن الشجر ومما يعرشون.
* وجاء في الظلال( رحم الله كاتبها برحمته الواسعة) ما نصه:
والنحل تعمل بإلهام من الفطرة التي أودعها إياها الخالق, فهو لون من الوحي تعمل بمقتضاه, وهي تعمل بدقة عجيبة يعجز عن مثلها العقل المفكر سواء في بناء خلاياها, أو في تقسيم العمل بينها, أو في طريقة إفرازها للعسل المصفي. وهي تتخذ بيوتها ـ حسب فطرتها ـ في الجبال والشجر ومما يعرشون أي مايرفعون من الكروم وغيرها...
* وجاء في بقية التفاسير كلام مشابه لا أري حاجة لإعادته هنا.
من الدلالات العلمية للآية
أولا: في قوله( تعالي): * وأوحي ربك إلي النحل...:
واضح من هذه الآية الكريمة أن النحل المقصود هنا هو نحل العسل بدليل قوله( تعالي) في الآية التي تليها:... يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس...
و(الواو) حرف عطف لايدل علي الترتيب, وقد تكون بمعني( مع) لما بينهما من المناسبة لأن( مع) تعني المصاحبة, وواضح الأمر هنا أنها للجمع بين الشيئين دون الترتيب, فبعد أن ذكر الله( تعالي) عددا من دلائل قدرته في إبداع خلقه ومنها إخراج اللبن إلي ضروع الأنعام من بين فرث ودم, وإخراج الرزق الحسن من ثمرات النخيل والأعناب( وإن أساء بعض الناس استخدامه), ذكر ربنا( تبارك وتعالي) في هذه الآية الكريمة قدرته البالغة في الإيحاء إلي الشغالات من نحل العسل أن تتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون, ثم أن تأكل من كل الثمرات وتسلك سبل الله المذللة لها, وأن تخرج من بطونها ذلك الشراب المختلف الألوان الذي فيه شفاء للناس, ولذلك جاء الخطاب في هذه الآيات موجها إلي أنثي عسل النحل( من الشغالات) لأنها هي التي تبني البيوت, وهي التي تطير إلي عشرات الكيلو مترات لتجمع رحيق الأزهار وحبوب اللقاح من العديد من النباتات المزهرة, وهي التي أعطاها الله( تعالي) القدرة علي إنتاج ذلك الشراب المعروف إجمالا باسم عسل النحل.
والفعل( أوحي) هنا من معانيه الإلهام والتسخير, ومن معاني الوحي الإلقاء بالأمر أو بالخبر في خفاء وسرعة, والوحي من الله( تعالي) إلي نحل العسل قد يكون نوعا من الإلهام الفطري الغريزي الذي زرعه الله( تعالي) في جبلتها أو في الشفرة الوراثية الخاصة بنوعها, أو ألقاه في روعها بعلمه, وحكمته, وقدرته وكلا الأمرين يشي بشيء من الغرائز الفطرية لدي نحل العسل تعطيه قدرا من الذكاء, والوعي, والإدراك, والشعور, والإحساس الذي يمكنه من تمييز الأشياء, والأماكن, والاتجاهات, والأوقات, كما يمكنه من تنظيم, وترتيب, وضبط حياته الاجتماعية بعدد من القواعد الدقيقة التي وهبه الله( تعالي) إياها.
وهذا العلم الوهبي الذي من الله( سبحانه وتعالي) به علي نحل العسل, لم يحرم منه أيا من مخلوقاته التي وهب كل أمة منها قدرا منه يتفاوت بتفاوت الدور المخطط لها في هذه الحياة, وفي الحدود التي خططها لها الله( سبحانه) بعلمه وحكمته وقدرته.
وقد تعرف علماء الحشرات علي أكثر من12000 نوع من أنواع النحل, منها حوالي600 نوع يحيون حياة جماعية في مستعمرات متباينة الأحجام, والباقي يحيون حياة فردية.
ونحل العسل المقصود في الآية القرآنية الكريمة التي نحن بصددها يحيا في جماعات منظمة تنظيما دقيقا للغاية, ولذلك جاء اسم السورة الكريمة بصيغة الجمع( النحل), وجاءت الإشارة في الآيتين الكريمتين المتعلقتين بهذه الحشرة المباركة بصيغة الجمع أيضا حيث يقول ربنا(تبارك وتعالي):
* وأوحي ربك إلي النحل ...
ويتراوح عدد الأفراد في خلية نحل العسل سنويا من40000 إلي80000 شغالة من إناث النحل العاقرات( العواقد), وحوالي المائتين من ذكور النحل, وملكة واحدة تبيض حوالي1500 بيضة في اليوم, ومايلقح من هذا البيض ينتج إناثا وملكات, ومالا يلقح ينتج الذكور. ووظيفة ذكر النحل منحصرة في إخصاب الملكة, بينما تقوم شغالات النحل العقيمة بجميع أعمال الخلية. والملكة تمثل أكبر الأحجام في الخلية, يليها في الحجم الذكور, ثم الشغالات.
وتتمثل دورة حياة نحل العسل في المراحل الأربع التي تتحرك فيها من طور البيضة إلي طور اليرقة, إلي طور العذراء, ثم إلي طور الحشرة الكاملة.
وواضح الأمر ان النحل المقصود في الآية الكريمة التي نحن بصددها هو نحل العسل, ويوجد منه أربعة أصناف هي كما يلي:
(1) النحل الكبير(Apisdorsata).
(2) النحل الصغير(ApisFlorea)
(3) (النحل الهندي( الشرق(Apiscerana)
(4) النحل الغربي(Apismelifera)
والأصناف الثلاثة الأولي لاتزال تحيا حياة برية في العديد من دول جنوب شرق آسيا, والرابع هو الصنف المستأنس والمنتشر في غالبية دول عالم اليوم, ولذلك فهو أهم هذه الأنواع الأربعة.
ونحل العسل لايستطيع العيش إلا في جماعات منظمة تنظيما دقيقا, فإذا انعزلت إحداها عن جماعتها لسبب من الأسباب فعليها أن تنضم إلي جماعة أخري من صنفها إذا قبلتها أو أن تموت.
وجاء التعبير عن وحي الله( تعالي) إلي النحل بصيغة الماضي( وأوحي ربك إلي النحل) لأن ذلك يشمل الزمن كله من الماضي إلي الحاضر والمستقبل.
وذلك لأن الزمن الذي يحد المخلوقين بحدود آجالهم, كما يحد أقوالهم وأفعالهم في حياتهم, هذا الزمن نفسه هو من خلق الله( تعالي), والمخلوق لايحد خالقه أبدا, وعلي ذلك فإن الزمن لايحد الله( جل جلاله), ولا يحد أفعاله وأوامره وفي ذلك يقول ربنا( تبارك وتعالي):
* ويوم يقول كن فيكون قوله الحق.... الأنعام.(37)
(ويقول( عز من قائل:
* إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ... النحل .(40)
(ويقول( جل جلاله:
* ... سبحانه إذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون ... مريم.(35)
(ويقول( سبحانه وتعالي:
* إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ... يس.(83)
*وأوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون... النحل.(68)
* ذكر ابن كثير يرحمه الله ما مختصره: المراد بالوحي هنا( الإلهام) والهداية والإرشاد للنحل, أن تتخذ من الجبال بيوتا تأوي إليها, ومن الشجر ومما يعرشون.
* وجاء في الظلال( رحم الله كاتبها برحمته الواسعة) ما نصه:
والنحل تعمل بإلهام من الفطرة التي أودعها إياها الخالق, فهو لون من الوحي تعمل بمقتضاه, وهي تعمل بدقة عجيبة يعجز عن مثلها العقل المفكر سواء في بناء خلاياها, أو في تقسيم العمل بينها, أو في طريقة إفرازها للعسل المصفي. وهي تتخذ بيوتها ـ حسب فطرتها ـ في الجبال والشجر ومما يعرشون أي مايرفعون من الكروم وغيرها...
* وجاء في بقية التفاسير كلام مشابه لا أري حاجة لإعادته هنا.
من الدلالات العلمية للآية
أولا: في قوله( تعالي): * وأوحي ربك إلي النحل...:
واضح من هذه الآية الكريمة أن النحل المقصود هنا هو نحل العسل بدليل قوله( تعالي) في الآية التي تليها:... يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس...
و(الواو) حرف عطف لايدل علي الترتيب, وقد تكون بمعني( مع) لما بينهما من المناسبة لأن( مع) تعني المصاحبة, وواضح الأمر هنا أنها للجمع بين الشيئين دون الترتيب, فبعد أن ذكر الله( تعالي) عددا من دلائل قدرته في إبداع خلقه ومنها إخراج اللبن إلي ضروع الأنعام من بين فرث ودم, وإخراج الرزق الحسن من ثمرات النخيل والأعناب( وإن أساء بعض الناس استخدامه), ذكر ربنا( تبارك وتعالي) في هذه الآية الكريمة قدرته البالغة في الإيحاء إلي الشغالات من نحل العسل أن تتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون, ثم أن تأكل من كل الثمرات وتسلك سبل الله المذللة لها, وأن تخرج من بطونها ذلك الشراب المختلف الألوان الذي فيه شفاء للناس, ولذلك جاء الخطاب في هذه الآيات موجها إلي أنثي عسل النحل( من الشغالات) لأنها هي التي تبني البيوت, وهي التي تطير إلي عشرات الكيلو مترات لتجمع رحيق الأزهار وحبوب اللقاح من العديد من النباتات المزهرة, وهي التي أعطاها الله( تعالي) القدرة علي إنتاج ذلك الشراب المعروف إجمالا باسم عسل النحل.
والفعل( أوحي) هنا من معانيه الإلهام والتسخير, ومن معاني الوحي الإلقاء بالأمر أو بالخبر في خفاء وسرعة, والوحي من الله( تعالي) إلي نحل العسل قد يكون نوعا من الإلهام الفطري الغريزي الذي زرعه الله( تعالي) في جبلتها أو في الشفرة الوراثية الخاصة بنوعها, أو ألقاه في روعها بعلمه, وحكمته, وقدرته وكلا الأمرين يشي بشيء من الغرائز الفطرية لدي نحل العسل تعطيه قدرا من الذكاء, والوعي, والإدراك, والشعور, والإحساس الذي يمكنه من تمييز الأشياء, والأماكن, والاتجاهات, والأوقات, كما يمكنه من تنظيم, وترتيب, وضبط حياته الاجتماعية بعدد من القواعد الدقيقة التي وهبه الله( تعالي) إياها.
وهذا العلم الوهبي الذي من الله( سبحانه وتعالي) به علي نحل العسل, لم يحرم منه أيا من مخلوقاته التي وهب كل أمة منها قدرا منه يتفاوت بتفاوت الدور المخطط لها في هذه الحياة, وفي الحدود التي خططها لها الله( سبحانه) بعلمه وحكمته وقدرته.
وقد تعرف علماء الحشرات علي أكثر من12000 نوع من أنواع النحل, منها حوالي600 نوع يحيون حياة جماعية في مستعمرات متباينة الأحجام, والباقي يحيون حياة فردية.
ونحل العسل المقصود في الآية القرآنية الكريمة التي نحن بصددها يحيا في جماعات منظمة تنظيما دقيقا للغاية, ولذلك جاء اسم السورة الكريمة بصيغة الجمع( النحل), وجاءت الإشارة في الآيتين الكريمتين المتعلقتين بهذه الحشرة المباركة بصيغة الجمع أيضا حيث يقول ربنا(تبارك وتعالي):
* وأوحي ربك إلي النحل ...
ويتراوح عدد الأفراد في خلية نحل العسل سنويا من40000 إلي80000 شغالة من إناث النحل العاقرات( العواقد), وحوالي المائتين من ذكور النحل, وملكة واحدة تبيض حوالي1500 بيضة في اليوم, ومايلقح من هذا البيض ينتج إناثا وملكات, ومالا يلقح ينتج الذكور. ووظيفة ذكر النحل منحصرة في إخصاب الملكة, بينما تقوم شغالات النحل العقيمة بجميع أعمال الخلية. والملكة تمثل أكبر الأحجام في الخلية, يليها في الحجم الذكور, ثم الشغالات.
وتتمثل دورة حياة نحل العسل في المراحل الأربع التي تتحرك فيها من طور البيضة إلي طور اليرقة, إلي طور العذراء, ثم إلي طور الحشرة الكاملة.
وواضح الأمر ان النحل المقصود في الآية الكريمة التي نحن بصددها هو نحل العسل, ويوجد منه أربعة أصناف هي كما يلي:
(1) النحل الكبير(Apisdorsata).
(2) النحل الصغير(ApisFlorea)
(3) (النحل الهندي( الشرق(Apiscerana)
(4) النحل الغربي(Apismelifera)
والأصناف الثلاثة الأولي لاتزال تحيا حياة برية في العديد من دول جنوب شرق آسيا, والرابع هو الصنف المستأنس والمنتشر في غالبية دول عالم اليوم, ولذلك فهو أهم هذه الأنواع الأربعة.
ونحل العسل لايستطيع العيش إلا في جماعات منظمة تنظيما دقيقا, فإذا انعزلت إحداها عن جماعتها لسبب من الأسباب فعليها أن تنضم إلي جماعة أخري من صنفها إذا قبلتها أو أن تموت.
وجاء التعبير عن وحي الله( تعالي) إلي النحل بصيغة الماضي( وأوحي ربك إلي النحل) لأن ذلك يشمل الزمن كله من الماضي إلي الحاضر والمستقبل.
وذلك لأن الزمن الذي يحد المخلوقين بحدود آجالهم, كما يحد أقوالهم وأفعالهم في حياتهم, هذا الزمن نفسه هو من خلق الله( تعالي), والمخلوق لايحد خالقه أبدا, وعلي ذلك فإن الزمن لايحد الله( جل جلاله), ولا يحد أفعاله وأوامره وفي ذلك يقول ربنا( تبارك وتعالي):
* ويوم يقول كن فيكون قوله الحق.... الأنعام.(37)
(ويقول( عز من قائل:
* إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ... النحل .(40)
(ويقول( جل جلاله:
* ... سبحانه إذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون ... مريم.(35)
(ويقول( سبحانه وتعالي:
* إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ... يس.(83)