من الإشارات الكونية في سورة النحل
(1) التأكيد علي قضية خلق السماوات والأرض, وخلق كل شيء, وإفراد الله( سبحانه وتعالي) بذلك, ومنه خلق الإنسان من نطفة لاتري بالعين المجردة, وعلي الرغم من ذلك فإنه بمجرد بلوغه مرحلة الشباب والفتوة كثيرا مايقابل فضل ربه عليه بالجحود والنكران, وقد خلق له الأنعام من مثل الإبل والبقر والضأن والماعز, وجعل فيها منافع كثيرة, وخلق له الخيل والبغال والحمير وغير ذلك من وسائل الركوب والزينة وحمل الأثقال المعروفة في زمن الوحي والتي استجدت من بعده, والله الخالق قادر علي أن يخلق ما يعلمه الناس وما لايعلمون.
(2) الإشارة إلي دورة الماء حول الأرض بذكر إنزاله من السماء مصدرا للشراب ولإنبات الشجر والزروع من مثل الزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات, وجعل ذلك آية للذين يتفكرون.
(3) الاستشهاد علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في جنبات الكون بتسخير الأرض كي تكون صالحة للعمران وذلك بتكويرها, وتدويرها حول محورها أمام الشمس حتي يتبادل عليها الليل والنهار, وتسخير كل من الشمس والقمر والنجوم بأمر من الله( تعالي) كي تستقيم الحياة علي الأرض وفي الكون كله. وتؤكد السورة الكريمة دوران الأرض حول محورها كذلك بالإشارة إلي ظاهرة مد الظل وقبضه واعتباره صورة من صور السجود لله( تعالي).
(4) الإشارة إلي نشر مختلف صور وأشكال وألوان المخلوقات من الأحياء والجمادات في الأرض, وإعطاء الإنسان قدرات من مختلف صور الحس تعينه علي تمييزها والتمتع حتي يشهد بطلاقة القدرة الإلهية المبدعة في جنبات الكون.
(5) ذكر تسخير الله( تعالي) البحر للإنسان بما فيه من أحياء ذات لحم طري يؤكل, وهياكل للحيوانات تصلح لصناعة الحلي التي تلبس, وقدرة علي حمل الفلك ذات الأحجام المختلفة التي تجري بمصالح العباد شاقة عباب مائه, وعباب ما فوق الماء من هواء.
(6) الاستشهاد بإلقاء الجبال علي الأرض, وجعلها رواسي لها كي لاتميد ولا تضطرب, وارتباط قمم الجبال يتكون منابع الأنهار, ودور تلك المجاري المائية في تفتيت الصخور, وشق الفجاج والسبل, وتكوين تضاريس الأرض التي تصبح علامات دالة للاهتداء بها في وضح النهار, كما جعل النجوم علامات للهداية بالليل.
(7) وصف عقاب بعض الأمم السابقة وصفا ينطبق بدقة فائقة علي ماتحدثه الهزات الأرضية العنيفة( الزلازل) في زماننا, وذلك من قبل أن يدرك أحد من الخلق تفاصيل حدوث تلك الهزات الأرضية. وخسف الأرض بعدد من الأمم الباغية في القديم والحديث يؤكد أن الزلازل ـ كغيرها من صور الابتلاءات الدنيوية هي جند من جند الله يسلطها علي من يشاء من عباده: عقابا للمذنبين المجاهرين بالمعاصي من الكفار والمشركين وعصاة المسلمين, وابتلاء للصالحين, وعبرة للناجين.
( تأكيد لمحة الإعجاز في خلق الأنعام, وفي تكوين اللبن في ضروعها من بين فرث ودم, وخروجه من تلك الضروع لبنا خالصا سائغا للشاربين.
(9) الاستشهاد بما في ثمرات كل من النخيل والأعناب من الرزق الحسن, وإن أساء بعض الناس استخدامها في صناعة المسكرات.
(10) الإشارة إلي خلق أمة نحل العسل, وإلي إعطائها قدرا من الوعي والإدراك, ومنحها القدرات الفطرية علي تنظيم مجتمعاتها تنظيما مبهرا دقيقا تتوزع فيه الاختصاصات والمسئوليات والمهام في عيش جماعي تكافلي رائع, ومن هنا كانت الإشارة إليها بالجمع في تسمية السورة( سورة النحل) وفي الآيات التي جاء ذكر النحل فيها. وإعطائها كذلك قدرا من الحرية الكبيرة في اختيار بيوتها من الجبال ومن الشجر, ومما يعرشون, وقدرا من معرفة الأماكن والاتجاهات, وقوة علي الطيران بسرعات فائقة حتي تغطي أكبر مساحة ممكنة من الأرض تجني الرحيق وحبوب اللقاح من أزهار نباتاتها, ومنحها القدرة علي تحويل ذلك في بطونها إلي شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس.
(11) الاستشهاد علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في خلق الإنسان باستخراج هذه البلايين من الرجال والنساء من نفس واحدة هي نفس أبينا آدم( عليه السلام) التي خلق منها زوجها, وبث منهما رجالا كثيرا ونساء, وخلق من هذه الأزواج البنين والحفدة, في دورة مبهرة للحياة, وجعل من كل هؤلاء من يتوفي مبكرا, ومنهم من يرد إلي أرذل العمر وضعف البنيان الجسدي, ومن أبرز مظاهره فقدان الذاكرة جزئيا أو كليا.
(12) الإشارة إلي السمع قبل البصر في هذه السورة المباركة وفي العديد من السور القرآنية الأخري, والدراسات العلمية تؤكد السبق في تخلق حاسة السمع علي حاسة البصر في أجنة الإنسان وفي أجنة غيره من المخلوقات.
(13) التلميح إلي الإمساك بالطيور مسخرات في جو السماء وإلي حقيقة أنه لا يمسكهن إلا قدرة الله البالغة.
(14) استخدام تعبير سرابيل تقيكم الحر بمفهوم كل من الحرارة والبرودة لأن كلها درجات حرارة وهي مفاهيم نسبية فإذا كانت درجة الحرارة فوق المعتاد كانت تعبيرا عن الحر, وإذا كانت دون المعتاد كانت تعبيرا عن البرد, وهي حقيقة علمية لم تكن معروفة في زمن الوحي, ولا لقرون متطاولة من بعده.
(15) تحريم أكل كل من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به, والبحوث العلمية أثبتت أخطار ذلك كله علي صحة الإنسان.
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها, ولهذا فسوف أقصر الحديث هنا علي النقطة العاشرة من القائمة السابقة التي عبرت عنها الآية الكريمة رقم(68) من سورة النحل, وقبل استعراض دلالتها العلمية لابد من الرجوع إلي كلام عدد من المفسرين في شرح هذه الآية الكريمة.
(1) التأكيد علي قضية خلق السماوات والأرض, وخلق كل شيء, وإفراد الله( سبحانه وتعالي) بذلك, ومنه خلق الإنسان من نطفة لاتري بالعين المجردة, وعلي الرغم من ذلك فإنه بمجرد بلوغه مرحلة الشباب والفتوة كثيرا مايقابل فضل ربه عليه بالجحود والنكران, وقد خلق له الأنعام من مثل الإبل والبقر والضأن والماعز, وجعل فيها منافع كثيرة, وخلق له الخيل والبغال والحمير وغير ذلك من وسائل الركوب والزينة وحمل الأثقال المعروفة في زمن الوحي والتي استجدت من بعده, والله الخالق قادر علي أن يخلق ما يعلمه الناس وما لايعلمون.
(2) الإشارة إلي دورة الماء حول الأرض بذكر إنزاله من السماء مصدرا للشراب ولإنبات الشجر والزروع من مثل الزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات, وجعل ذلك آية للذين يتفكرون.
(3) الاستشهاد علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في جنبات الكون بتسخير الأرض كي تكون صالحة للعمران وذلك بتكويرها, وتدويرها حول محورها أمام الشمس حتي يتبادل عليها الليل والنهار, وتسخير كل من الشمس والقمر والنجوم بأمر من الله( تعالي) كي تستقيم الحياة علي الأرض وفي الكون كله. وتؤكد السورة الكريمة دوران الأرض حول محورها كذلك بالإشارة إلي ظاهرة مد الظل وقبضه واعتباره صورة من صور السجود لله( تعالي).
(4) الإشارة إلي نشر مختلف صور وأشكال وألوان المخلوقات من الأحياء والجمادات في الأرض, وإعطاء الإنسان قدرات من مختلف صور الحس تعينه علي تمييزها والتمتع حتي يشهد بطلاقة القدرة الإلهية المبدعة في جنبات الكون.
(5) ذكر تسخير الله( تعالي) البحر للإنسان بما فيه من أحياء ذات لحم طري يؤكل, وهياكل للحيوانات تصلح لصناعة الحلي التي تلبس, وقدرة علي حمل الفلك ذات الأحجام المختلفة التي تجري بمصالح العباد شاقة عباب مائه, وعباب ما فوق الماء من هواء.
(6) الاستشهاد بإلقاء الجبال علي الأرض, وجعلها رواسي لها كي لاتميد ولا تضطرب, وارتباط قمم الجبال يتكون منابع الأنهار, ودور تلك المجاري المائية في تفتيت الصخور, وشق الفجاج والسبل, وتكوين تضاريس الأرض التي تصبح علامات دالة للاهتداء بها في وضح النهار, كما جعل النجوم علامات للهداية بالليل.
(7) وصف عقاب بعض الأمم السابقة وصفا ينطبق بدقة فائقة علي ماتحدثه الهزات الأرضية العنيفة( الزلازل) في زماننا, وذلك من قبل أن يدرك أحد من الخلق تفاصيل حدوث تلك الهزات الأرضية. وخسف الأرض بعدد من الأمم الباغية في القديم والحديث يؤكد أن الزلازل ـ كغيرها من صور الابتلاءات الدنيوية هي جند من جند الله يسلطها علي من يشاء من عباده: عقابا للمذنبين المجاهرين بالمعاصي من الكفار والمشركين وعصاة المسلمين, وابتلاء للصالحين, وعبرة للناجين.
( تأكيد لمحة الإعجاز في خلق الأنعام, وفي تكوين اللبن في ضروعها من بين فرث ودم, وخروجه من تلك الضروع لبنا خالصا سائغا للشاربين.
(9) الاستشهاد بما في ثمرات كل من النخيل والأعناب من الرزق الحسن, وإن أساء بعض الناس استخدامها في صناعة المسكرات.
(10) الإشارة إلي خلق أمة نحل العسل, وإلي إعطائها قدرا من الوعي والإدراك, ومنحها القدرات الفطرية علي تنظيم مجتمعاتها تنظيما مبهرا دقيقا تتوزع فيه الاختصاصات والمسئوليات والمهام في عيش جماعي تكافلي رائع, ومن هنا كانت الإشارة إليها بالجمع في تسمية السورة( سورة النحل) وفي الآيات التي جاء ذكر النحل فيها. وإعطائها كذلك قدرا من الحرية الكبيرة في اختيار بيوتها من الجبال ومن الشجر, ومما يعرشون, وقدرا من معرفة الأماكن والاتجاهات, وقوة علي الطيران بسرعات فائقة حتي تغطي أكبر مساحة ممكنة من الأرض تجني الرحيق وحبوب اللقاح من أزهار نباتاتها, ومنحها القدرة علي تحويل ذلك في بطونها إلي شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس.
(11) الاستشهاد علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في خلق الإنسان باستخراج هذه البلايين من الرجال والنساء من نفس واحدة هي نفس أبينا آدم( عليه السلام) التي خلق منها زوجها, وبث منهما رجالا كثيرا ونساء, وخلق من هذه الأزواج البنين والحفدة, في دورة مبهرة للحياة, وجعل من كل هؤلاء من يتوفي مبكرا, ومنهم من يرد إلي أرذل العمر وضعف البنيان الجسدي, ومن أبرز مظاهره فقدان الذاكرة جزئيا أو كليا.
(12) الإشارة إلي السمع قبل البصر في هذه السورة المباركة وفي العديد من السور القرآنية الأخري, والدراسات العلمية تؤكد السبق في تخلق حاسة السمع علي حاسة البصر في أجنة الإنسان وفي أجنة غيره من المخلوقات.
(13) التلميح إلي الإمساك بالطيور مسخرات في جو السماء وإلي حقيقة أنه لا يمسكهن إلا قدرة الله البالغة.
(14) استخدام تعبير سرابيل تقيكم الحر بمفهوم كل من الحرارة والبرودة لأن كلها درجات حرارة وهي مفاهيم نسبية فإذا كانت درجة الحرارة فوق المعتاد كانت تعبيرا عن الحر, وإذا كانت دون المعتاد كانت تعبيرا عن البرد, وهي حقيقة علمية لم تكن معروفة في زمن الوحي, ولا لقرون متطاولة من بعده.
(15) تحريم أكل كل من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به, والبحوث العلمية أثبتت أخطار ذلك كله علي صحة الإنسان.
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها, ولهذا فسوف أقصر الحديث هنا علي النقطة العاشرة من القائمة السابقة التي عبرت عنها الآية الكريمة رقم(68) من سورة النحل, وقبل استعراض دلالتها العلمية لابد من الرجوع إلي كلام عدد من المفسرين في شرح هذه الآية الكريمة.