زيادة قناديل البحر.. نذير خلل بيئي |
<table class=authorBox cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><tr><td style="PADDING-BOTTOM: 7px; PADDING-TOP: 7px" align=right> هشام محمد </TD></TR></TABLE> |
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><tr><td> </TD></TR> <tr><td class=imageCaption>قناديل البحر تحتل مياه البحر المتوسط</TD></TR></TABLE> حذر خبراء من أن التكاثر الرهيب لقناديل البحر في بحار ومحيطات العالم بسبب الصيد الجائر وتغير المناخ علامة أكيدة على خلل واضح بالنظم البيئية. أوضح علماء مختصون أن استنزاف موارد المحيط والاستغلال الجائر للبحر خلق بيئة مثالية لتكاثر وتوالد قناديل البحر، معربين عن خطورة الموقف، وأشاروا إلى صعوبة استعادة الوضع الطبيعي حتى مع وقف أو خفض عمليات صيد الأسماك. وتقول جاكلين جوي الخبيرة بمعهد علوم المحيطات بباريس: "إن قناديل البحر مقياس ممتاز (لخلل) البيئة"، وأضافت جوي: "كلما زادت قناديل البحر، كانت الإشارة أقوى على أن شيئا ما تغير". وفيما يبدو فإن الحيوانات المائية البدائية التي لا مخ لها، استطاعت أن تملأ الفراغ الذي تسببت فيه شهية الآدميين الشرهة لأكل الأسماك. ويرى علماء الأحياء المائية أن التخلص من هذه الحيوانات أو إزاحتها عن مواقعها الجديدة التي احتلتها في الوقت الآني سوف يكون أمرا صعب المنال. ويؤكد ريكاردو أوجيلار مدير الأبحاث بالمؤسسة الدولية لصيانة المحيطات "أن قناديل البحر أتت لتحتل أماكن الكثير من الأنواع الأخرى". والآن أصبح الإحساس بطعنات ولسعات هذه اللافقاريات (غير المفهومة تماما) منتشرا أكثر في حوض البحر المتوسط، لزيادة أعدادها بشكل انفجاري هدد الكثير من الأنواع البحرية الأصيلة بالمنطقة، كما يهدد سياحة الشواطئ فيها. احتلال البحر المتوسط وفيما تظل هذه الكائنات مجهولة بشكل كبير للعلماء، فإنهم يتفقون على أن النوع المعروف علميا باسم بلاجيا نوكتيلوكا - والتي يمكن للوامسها شل شخص بالغ وإحداث حروق كثيرة على جلده - سوف تحاصر مرة أخرى سواحل البحر المتوسط هذا الصيف. ويثير هذا الحصار سواء من ناحية تكراره أو صموده قلق العلماء المختصين، فضلا عن كونه في حد ذاته أمرا غير طبيعي. فمن خلال المعلومات المستقاة خلال قرنين يمكن ملاحظة أن أعداد قناديل البحر تزداد كل 12 عاما، وتظل ثابتة لمدة 4 إلى 6 سنوات، ثم تأخذ أعدادها في الانحدار بعد ذلك. لكن عام 2008 خلافا لما سبق سيكون ثامن عام على التوالي تصمد فيه هذه الكائنات بأعدادها الكبيرة، دون أي انخفاض. الصيد الجائر المتهم الأول ويفسر العلماء هذه الظاهرة جزئيا بأن الاستغلال الجائر لموارد المحيط خلق بيئة مثالية لتكاثر وتوالد قناديل البحر. ويقول أوجيلار: "عندما تختفي الفقاريات كالأسماك، تظهر وتتزايد اللافقاريات مثل القناديل". ويواصل أوجيلار موضحا أن انهيار أعداد الأسماك بسبب الصيد الجائر أسهم في حدوث هذه المسألة من ناحيتين، فتناقص أعداد ضواري البحر مثل التونة وسمك القرش وسلاحف البحر الشرسة لا يعني فقط تناقص ما يتم أكله من قناديل البحر، وإنما يعني أيضا قلة المنافسين على الطعام المتوفر للقناديل لكي تتغذى عليه، ومن ثم زيادة أعدادها وتكاثرها بشدة. فالقناديل تنافس الأسماك الكبيرة في الاغتذاء على الأسماك الصغيرة، والكائنات الدقيقة الطافية والعالقة قرب سطح البحر، كما يوضح أندرو بريرلي من جامعة سانت أندروز في أسكتلاندا. ويكمل أندرو: "صار من الصعب أن نجد طريقة تعود بها الأسماك لسابق عهدها؛ بحيث يتم قطع الطريق على تكاثر قناديل البحر، حتى لو تم خفض الصيد". لذلك لم يكن من المدهش لأندرو وغيره من العلماء أن يروا هذا التكاثر الضخم لأعداد قناديل البحر أمام سواحل نامبيا على المحيط الأطلسي، حيث يشهد المكان أشد عملية صيد كثيف للأسماك في العالم، وأكثرها جورا على ثروة المحيط السمكية. تغير المناخ المتهم الثاني من ناحية أخرى تشير أصابع الاتهام للتغير المناخي الذي يجتاح الكوكب، والذي يرى العلماء أنه بمثابة هبة لهذه الكائنات الهلامية الخطرة، حيث إن المياه الدافئة توفر البيئة الأكثر مثالية لدورة تكاثر قناديل البحر وتطيل من الفترات الزمنية التي يمكن أن تتكاثر فيها. ومما يجعل المسألة معقدة أنه من غير الممكن رصد أعداد هذه الكائنات الشفافة، أهي بالملايين؟ أم بالمليارات؟ فهي تستعصي - حتى في تجمعاتها الضخمة - على التصوير بالقمر الاصطناعي، أو الرصد بالسونار خلافا لأسراب الأسماك. كما يزيد الأمر تعقيدا أن هذه الحيوانات عصية أيضا على الدراسة في الأسر بأحواض مراكز الأبحاث، مما يجعلها منطقة شبه مظلمة بالنسبة للدراسات الأكاديمية، لندرة ما يتم إجراؤه من بحث ودراسة عليها. وبالعودة لعالمة البحار فإنها تؤكد "أن 20% فقط من أنواع قناديل البحر التي يعرف دورة تكاثرها"، مشيرة إلى أن القسم الأكبر منها غير معروف بالنسبة للعلماء. وأخيرا فإن قناديل البحر غير مستغلة في أي نشاط تجاري، ومن ثم لا يوجد أي تهديد لها من جانب البشر، باستثناء بعض الأنواع القليلة التي تؤكل في شرق آسيا، وهو في النهاية استغلال يمكن تجاهله لضآلته. لكن على الأقل فإن تأثير اللسعات التي تحدثها قناديل البحر على السياحة الشاطئية بالنسبة للبحر المتوسط أصبح يجذب اهتماما أكبر؛ لأن الزيادة المفرطة في أعداد القناديل لا يعني تغيرا في محيطات العالم فقط، بل هو حادث في هوائه أيضا مثلما هو جار على اليابسة سواء بسواء. <hr style="MARGIN-TOP: 7px" align=right width=200 color=#ff0000 SIZE=1></HR> كاتب في الشأن العلمي، ويمكنك التواصل معه عبر البريد الإلكتروني الخاص بصفحة علوم وتكنولوجيا <A href="mailto:oloom@islamonline.net">oloom@islamonline.net |
علوم ومعتقدات
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 1539
تاريخ التسجيل : 05/05/2008
- مساهمة رقم 1