مفاتيح خزائن الأرض.. هل هي النفط؟
د.يوسف بن أحمد القاسم - 22/06/1429هـ
جاء في صحيح البخاري عن عقبة بن عامر رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً, فصلى على أهل أحد صلاته على الميت, ثم انصرف إلى المنبر, فقال: إني فرط لكم, وأنا شهيد عليكم, وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن, وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض, أو مفاتيح الأرض, وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي, ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها)، وقد اختلف العلماء في تفسير قوله: (مفاتيح خزائن الأرض) فمنهم من قال: مفاتيح خزائن الأرض: هي سلطانها, وملكها, وفتح بلادها, وأخذ خزائن أموالها, وقد وقع ذلك كله, وتحققت المعجزة على امتداد دولة الخلافة الراشدة, ومروراً بالدولتين الأموية, والعباسية, وبدولة الأيوبيين والمماليك, ووصولاً إلى الدولة العثمانية, والتي بلغ ملكها وملك الأمويين في بلاد الأندلس إلى بعض الدول الأوروبية, وقيل: معناه الإخبار أن أمته تملك خزائن الأرض, أي: كنوز الأرض, وقد وقع ذلك في عصور الدول الإسلامية السالفة, وقال بعض العلماء المعاصرين: إن مفاتيح خزائن الأرض هي الذهب الأسود الجاثم تحت الجزيرة العربية, والتي تسبح تحت وادٍ من النفط, والنفط اليوم يعد مفتاحاً من مفاتيح خزائن الأرض, بل هو أعظم المفاتيح على الإطلاق, حيث يمكن استخدامه بحالته الخام في رصف الطرق والوقود، كما أنه يعتبر المفتاح التشغيلي للعديد من الصناعات, وذلك من خلال إعادة تكريره, لتصنيع البنزين، والقاز، والديزل، وزيوت الوقود، وزيوت التشحيم..., وإلى جانب استخدام مشتقات النفط في الوقود, فهو يستخدم كذلك في بعض الصناعات البتروكيماوية, مثل: صناعة المطاط الصناعي، والمبيدات الحشرية، والنايلون، والشموع، وأدوات التجميل وغيرها..., وبهذا كان النفط أعظم مفاتيح خزائن الأرض, والنبي، صلى الله عليه وسلم، قال ذلك وهو في الجزيرة العربية, ودول الخليج العربي اليوم هي من أبرز الدول الغنية بالنفط, ولاسيما السعودية, والتي تحتل مكانة متقدمة على مستوى العالم في إنتاج النفط, وفي كمية الاحتياط منه، فقد بلغ إنتاجها هذا العام أكثر من عشرة ملايين برميل يومياً (أي: أكثر من 12 في المائة من إنتاج العالم) كما تحتل المركز الأول في الاحتياطي العالمي؛ إذ تبلغ نسبتها نحواً من 27 في المائة من احتياطي العالم، أو أكثر, كما أنها تحتل المركز الأول في الصادرات الدولية النفطية, كما يمتلك العالم الإِسلامي حسب إحصائية منشورة (70 في المائة تقريباً) من الاحتياطي العالمي من النفط، وينتج أكثر من (50 في المائة من كمية الإنتاج العالمي)، ومن أهم مناطق إنتاجه في العالم الإِسلامي: منطقة الشرق الأوسط التي تسهم بأكثر من ثلثي الإنتاج، وأهم دول هذه المنطقة: السعودية، وإيران، والعراق، والكويت. ثم تأتي بعد ذلك الدول الإِسلامية في إفريقيا, والتي تسهم بـ (16 في المائة من الإنتاج) وأهمها نيجيريا، وليبيا، والجزائر. وأخيراً منطقة الشرق الأقصى وتسهم بـ ( 6 في المائة من الإنتاج)، وأهم دول هذه المنطقة إندونيسيا.
والولايات المتحدة, وروسيا, وإن كانتا تحتلان مركزاً متقدماً في إنتاج النفط, إلا أن الجزيرة العربية (بمعناها الواسع) وما تربض فوقه من النفط يشكِّل أكبر من إنتاج هاتين الدولتين, وإذا نظرنا إلى إنتاج العالم الإسلامي ككل من إنتاج النفط, فالأمر أكبر من هذا بكثير, وبكل حال فلا أحد يشك في تصدّر السعودية في إنتاج النفط, وما لديها من احتياطي كبير, وهذا يرشحها لتكون صاحبة مفاتيح خزائن الأرض, بلا منافس.
وهنا أقول: إن المملكة كونها تملك هذه الثروة النفطية الكبيرة, يجعل في عاتقها حِملاً كبيراً إزاء قضايا كثيرة, من أهمها:
1- محاولة كبح جماعا أسعار النفط, والتي أضر ارتفاع أسعاره بدول كثيرة, ولا سيما الدول المستوردة, سيما الدول النامية, والفقيرة.
2- تعزيز الصناعة الداخلية, بأشكالها المختلفة, ولاسيما مما تحتاج إليه السوق المحلية, وذلك لنستفيد من نفطنا قبل أن يستفيد منه غيرنا, فيشترونه منا بالجملة, ويبيعونه علينا بالمفرق وتعود علينا أسعاره المرتفعة وبالاً علينا!!
3- انتهاز فرصة الطفرة النفطية, وتوظيف عوائد النفط المرتفعة بما يحقق الرفاه للمواطن, وذلك من خلال توسيع قاعدة التوظيف في الدوائر الحكومية, العسكرية منها, والمدنية, ودعم السلع الأساسية, وتسريع الحلول الخاصة بمشكلات البطالة, والإسكان, والفقر, وتشكيل لجان حية, تنهض بهموم المواطن, وتنتشله من مشكلاته الكثيرة, بعيداً عن الروتين الضار, بل والقاتل!!
د.يوسف بن أحمد القاسم - 22/06/1429هـ
جاء في صحيح البخاري عن عقبة بن عامر رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً, فصلى على أهل أحد صلاته على الميت, ثم انصرف إلى المنبر, فقال: إني فرط لكم, وأنا شهيد عليكم, وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن, وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض, أو مفاتيح الأرض, وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي, ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها)، وقد اختلف العلماء في تفسير قوله: (مفاتيح خزائن الأرض) فمنهم من قال: مفاتيح خزائن الأرض: هي سلطانها, وملكها, وفتح بلادها, وأخذ خزائن أموالها, وقد وقع ذلك كله, وتحققت المعجزة على امتداد دولة الخلافة الراشدة, ومروراً بالدولتين الأموية, والعباسية, وبدولة الأيوبيين والمماليك, ووصولاً إلى الدولة العثمانية, والتي بلغ ملكها وملك الأمويين في بلاد الأندلس إلى بعض الدول الأوروبية, وقيل: معناه الإخبار أن أمته تملك خزائن الأرض, أي: كنوز الأرض, وقد وقع ذلك في عصور الدول الإسلامية السالفة, وقال بعض العلماء المعاصرين: إن مفاتيح خزائن الأرض هي الذهب الأسود الجاثم تحت الجزيرة العربية, والتي تسبح تحت وادٍ من النفط, والنفط اليوم يعد مفتاحاً من مفاتيح خزائن الأرض, بل هو أعظم المفاتيح على الإطلاق, حيث يمكن استخدامه بحالته الخام في رصف الطرق والوقود، كما أنه يعتبر المفتاح التشغيلي للعديد من الصناعات, وذلك من خلال إعادة تكريره, لتصنيع البنزين، والقاز، والديزل، وزيوت الوقود، وزيوت التشحيم..., وإلى جانب استخدام مشتقات النفط في الوقود, فهو يستخدم كذلك في بعض الصناعات البتروكيماوية, مثل: صناعة المطاط الصناعي، والمبيدات الحشرية، والنايلون، والشموع، وأدوات التجميل وغيرها..., وبهذا كان النفط أعظم مفاتيح خزائن الأرض, والنبي، صلى الله عليه وسلم، قال ذلك وهو في الجزيرة العربية, ودول الخليج العربي اليوم هي من أبرز الدول الغنية بالنفط, ولاسيما السعودية, والتي تحتل مكانة متقدمة على مستوى العالم في إنتاج النفط, وفي كمية الاحتياط منه، فقد بلغ إنتاجها هذا العام أكثر من عشرة ملايين برميل يومياً (أي: أكثر من 12 في المائة من إنتاج العالم) كما تحتل المركز الأول في الاحتياطي العالمي؛ إذ تبلغ نسبتها نحواً من 27 في المائة من احتياطي العالم، أو أكثر, كما أنها تحتل المركز الأول في الصادرات الدولية النفطية, كما يمتلك العالم الإِسلامي حسب إحصائية منشورة (70 في المائة تقريباً) من الاحتياطي العالمي من النفط، وينتج أكثر من (50 في المائة من كمية الإنتاج العالمي)، ومن أهم مناطق إنتاجه في العالم الإِسلامي: منطقة الشرق الأوسط التي تسهم بأكثر من ثلثي الإنتاج، وأهم دول هذه المنطقة: السعودية، وإيران، والعراق، والكويت. ثم تأتي بعد ذلك الدول الإِسلامية في إفريقيا, والتي تسهم بـ (16 في المائة من الإنتاج) وأهمها نيجيريا، وليبيا، والجزائر. وأخيراً منطقة الشرق الأقصى وتسهم بـ ( 6 في المائة من الإنتاج)، وأهم دول هذه المنطقة إندونيسيا.
والولايات المتحدة, وروسيا, وإن كانتا تحتلان مركزاً متقدماً في إنتاج النفط, إلا أن الجزيرة العربية (بمعناها الواسع) وما تربض فوقه من النفط يشكِّل أكبر من إنتاج هاتين الدولتين, وإذا نظرنا إلى إنتاج العالم الإسلامي ككل من إنتاج النفط, فالأمر أكبر من هذا بكثير, وبكل حال فلا أحد يشك في تصدّر السعودية في إنتاج النفط, وما لديها من احتياطي كبير, وهذا يرشحها لتكون صاحبة مفاتيح خزائن الأرض, بلا منافس.
وهنا أقول: إن المملكة كونها تملك هذه الثروة النفطية الكبيرة, يجعل في عاتقها حِملاً كبيراً إزاء قضايا كثيرة, من أهمها:
1- محاولة كبح جماعا أسعار النفط, والتي أضر ارتفاع أسعاره بدول كثيرة, ولا سيما الدول المستوردة, سيما الدول النامية, والفقيرة.
2- تعزيز الصناعة الداخلية, بأشكالها المختلفة, ولاسيما مما تحتاج إليه السوق المحلية, وذلك لنستفيد من نفطنا قبل أن يستفيد منه غيرنا, فيشترونه منا بالجملة, ويبيعونه علينا بالمفرق وتعود علينا أسعاره المرتفعة وبالاً علينا!!
3- انتهاز فرصة الطفرة النفطية, وتوظيف عوائد النفط المرتفعة بما يحقق الرفاه للمواطن, وذلك من خلال توسيع قاعدة التوظيف في الدوائر الحكومية, العسكرية منها, والمدنية, ودعم السلع الأساسية, وتسريع الحلول الخاصة بمشكلات البطالة, والإسكان, والفقر, وتشكيل لجان حية, تنهض بهموم المواطن, وتنتشله من مشكلاته الكثيرة, بعيداً عن الروتين الضار, بل والقاتل!!