تأهيل المصدرين.. بأكاديمية الفاكهة
فيروز مصطفى
أكاديمية الخضر تضمن منتجات ذات جودة عالية للسوق الألمانية
القاهرة - لأنها تستورد معظم حاجتها من الخضراوات والفاكهة فقد حاولت ألمانيا أن تعتني بتأهيل المصدرين الذين يتعاملون معها، حتى يتسنى لها استيراد منتجات زراعية عالية الجودة. ومن هنا أسست الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة في مصر أكاديمية تسمى أكاديمية الخضراوات والفاكهة والأعشاب، التي تقوم بتأهيل المصدرين المصريين لاقتحام السوق الأوربية والألمانية على وجه الخصوص.
وقد تعاون في تأسيس هذه الأكاديمية -التي دشنت في منتصف 2004- مؤسسات مصرية تعمل في نفس المجال، مثل: جمعية تجارة الفواكه الألمانية، واتحاد جمعية رجال الأعمال للإنتاج، والتصنيع الزراعي بمصر، والجمعية المصرية لتنمية وتطوير الصادرات البستانية. أما التمويل المالي للأكاديمية فتقدمه الحكومة الألمانية من خلال وزارات مثل: الاقتصاد، والتعاون الدولي، والفيدرالية للتعاون الاقتصادي والتطوير.
وفي مقابلة مع "إسلام أون لاين.نت" تقول سمر عصمت رئيسة قسم التجارة الخارجية والتسويق بالغرفة الألمانية العربية: الأكاديمية موجهة خصيصا لأصحاب الشركات المصرية، أو من يعملون بها في مجال تصدير الخضراوات والفاكهة والأعشاب، ويرغبون في زيادة صادراتهم للسوق الأوربية والألمانية على وجه التحديد.
كما أنها موجهة أيضا لرجال الأعمال المبتدئين الذين يريدون وضع أنفسهم على طريق تصدير هذه النوعية من المنتجات الزراعية، بحيث يتم تعليمهم كافة الخطوات في عملية التصدير، وكيفية حل المشكلات التي تواجههم في عملية التصدير، وفقا للمسئولة بالغرفة الألمانية.
وتؤكد "عصمت" أن ألمانيا أسست هذه الأكاديمية لرغبتها في استيراد منتجات الخضراوات والفاكهة والأعشاب من مصر، حيث تعاني ألمانيا نقصا شديدا في هذه المنتجات، بسبب عدم قدرتها على زراعتها، لعدم سطوع الشمس سوى فترات قليلة في العام.
ولا تتجاوز الزراعة نسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا، حسب إحصائيات 2004، بينما يمثل قطاع الصناعة حوالي 31%، فيما يصل قطاع الخدمات إلى 68%.
وتعتبر مصر من الأماكن المفضلة لدى ألمانيا في استيراد المنتجات الزراعية، لأسباب من بينها القرب الجغرافي بالطيران، ورخص العمالة بها، والطعم المتميز لمنتجاتها الزراعية، إلا أن المشكلة الأساسية التي يعترض عليها الألمان -حسب عصمت- هي ضعف الجودة في المنتجات الغذائية المصرية خاصة في عمليات التغليف والتعليب.
من هنا جاءت فكرة إنشاء أكاديمية الفاكهة والخضراوات والأعشاب حتى تحصل ألمانيا على أقصى درجة للجودة في المنتجات المصرية، لا سيما أن الصادرات المصرية لألمانيا تقدر بحوالي 184.2 مليون يورو (اليورو= 7.51 جنيهات تقريبا) في النصف الأول من عام 2004، وفق تقرير للغرفة الألمانية العربية. وحسب عصمت، تعتزم أيضا الغرفة الألمانية إنشاء أكاديمية متخصصة في الجلود والمنسوجات لتأهيل المصدرين المصريين.
برامج الأكاديمية
يرتكز برنامج الدراسة في أكاديمية الخضراوات والفاكهة على طريقة ورش العمل التي يتم فيها تدريب المصدر على مختلف فنون التصدير، وتتناول أيضا هذه الورش موضوعات تتعلق بشرح سوق الواردات الألمانية في قطاع الخضراوات والفاكهة، وتوضيح أذواق المستهلكين، وكذلك آخر التطورات التكنولوجية في صناعة وتعبئة الحاصلات الزراعية.
كما تتناول برامج الأكاديمية معايير التسويق والجودة وقنوات التوزيع في أوربا وألمانيا، وأفضل طرق حصاد الثمار، فضلا عن التعرف على طبيعة متاجر الخضراوات والفاكهة الألمانية، وكيفية تفادي الأخطاء في تعبئة وتغليف المنتجات والتعرف على منطقة الجمارك الألمانية والإجراءات المطلوبة في هذه المنطقة.
أيضا تهتم الأكاديمية بإعطاء محاضرات حول كيفية الاستفادة من الإنترنت في فتح مجالات للتصدير وخاصة عن طريق الموقع الإلكتروني المتخصص في قوانين الفواكه في السوق الألمانية، وهو باللغات الثلاث الألمانية والإنجليزية والفرنسيةwww.fruit-law.de،وتعرض الأكاديمية للمتدربين قصص نجاح لبعض الشركات المصرية المصدرة لعدد من الخضراوات والفاكهة أو الأعشاب لألمانيا.
وتستغرق الدورة الدراسية حوالي شهر ونصف ويقوم بالتدريس فيها مدربون من ألمانيا ومصر يعملون في مجال استيراد وتصدير المنتجات الزراعية والغذائية؛ وهو ما يخلق تلاحما بينهم وبين المتدربين لفتح قنوات اتصال فيما بينهم للتصدير والاستيراد دون مساعدة من الأكاديمية.
وبعد انتهاء كل دورة يعقد امتحان للمشتركين ليحصلوا من خلاله على شهادة معتمدة من الأكاديمية تقوي من فرص تعاملاتهم مع الشركات الألمانية والأوربية، وتقام الدورات التدريبية التابعة للأكاديمية في محافظات مصر المختلفة مثل القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية.
وتقول دينا محمود المشرفة على عمل الأكاديمية بالغرفة الألمانية العربية: هناك إقبال من المصدرين المصريين على الالتحاق بالأكاديمية؛ لذا اضطرت الأكاديمية إلى زيادة أعداد الدارسين في كل دورة من 20 إلى 30 شخصا؛ وهو الأمر الذي يؤكد رغبة المصدر المصري في تطوير أدواته التصديرية، حسب المشرفة على الأكاديمية.
مفيدة.. ولكن
ياسر أبو زيد أحد خريجي الأكاديمية، ويعمل بإحدى الشركات المصرية يقول: إنه التحق بمحاضرات الأكاديمية بترشيح من شركته، مشيرا إلى أنه استفاد من برنامج الأكاديمية في معرفة المواصفات القياسية الأوربية في عمليات التعبئة والتغليف وتسليم البضاعة خاصة في مجال الخضراوات، حيث تعتبر من المشاكل التي تحد من تصدير الشركات المصرية إلى أوربا وألمانيا.
كما تعلم أبو زيد في الأكاديمية النظام المتبع لخدمات ما بعد البيع والطرق المثلى لتحصيل قيمة البضاعة، وهو ما تعاني منه الشركات المصرية، لكن أبو زيد يرى أن هناك ثغرات في طريقة تأهيل الأكاديمية للمصدرين، من أبرزها التركيز في المحاضرات على المواد النظرية أكثر من الشق العملي الذي يجعل الدارس يستوعب جيدا عمليات التصدير وإجراءاتها ومواصفات السلع المصدرة إلى الأسواق الأوربية.
انتقادات للأكاديمية
وتعليقا على مبادرة الأكاديمية يقول جمال العمري الخبير المصري في التصدير والاستيراد الذي حضر أحد برامج الأكاديمية: "هدف هذه النوعية من المبادرات هو تنشيط التبادل التجاري بين مصر وألمانيا"، إلا أنه في الوقت نفسه ينتقد الأكاديمية في أنها لم تساعد المتدربين على فتح قنوات اتصال بشركات ألمانية للتصدير إليها، بل طلبت من المتدربين أن يقوموا بعمل ذلك معتمدين على أنفسهم من خلال المدربين الذين يعمل بعضهم في شركات ألمانية متخصصة في الاستيراد.
وأكد أن هناك عددا من المشكلات التي يجب أن يعيها المصدر المصري حتى تنفتح له الأسواق الأوربية في مجال الخضراوات والفاكهة، منها التأكيد على جودة المنتج، ومدى الطزاجة، والوعي بالسوق المستوردة ونمط تفكير المستهلك الأوربي.
--------------------------------------------------------------------------------
فيروز مصطفى
أكاديمية الخضر تضمن منتجات ذات جودة عالية للسوق الألمانية
القاهرة - لأنها تستورد معظم حاجتها من الخضراوات والفاكهة فقد حاولت ألمانيا أن تعتني بتأهيل المصدرين الذين يتعاملون معها، حتى يتسنى لها استيراد منتجات زراعية عالية الجودة. ومن هنا أسست الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة في مصر أكاديمية تسمى أكاديمية الخضراوات والفاكهة والأعشاب، التي تقوم بتأهيل المصدرين المصريين لاقتحام السوق الأوربية والألمانية على وجه الخصوص.
وقد تعاون في تأسيس هذه الأكاديمية -التي دشنت في منتصف 2004- مؤسسات مصرية تعمل في نفس المجال، مثل: جمعية تجارة الفواكه الألمانية، واتحاد جمعية رجال الأعمال للإنتاج، والتصنيع الزراعي بمصر، والجمعية المصرية لتنمية وتطوير الصادرات البستانية. أما التمويل المالي للأكاديمية فتقدمه الحكومة الألمانية من خلال وزارات مثل: الاقتصاد، والتعاون الدولي، والفيدرالية للتعاون الاقتصادي والتطوير.
وفي مقابلة مع "إسلام أون لاين.نت" تقول سمر عصمت رئيسة قسم التجارة الخارجية والتسويق بالغرفة الألمانية العربية: الأكاديمية موجهة خصيصا لأصحاب الشركات المصرية، أو من يعملون بها في مجال تصدير الخضراوات والفاكهة والأعشاب، ويرغبون في زيادة صادراتهم للسوق الأوربية والألمانية على وجه التحديد.
كما أنها موجهة أيضا لرجال الأعمال المبتدئين الذين يريدون وضع أنفسهم على طريق تصدير هذه النوعية من المنتجات الزراعية، بحيث يتم تعليمهم كافة الخطوات في عملية التصدير، وكيفية حل المشكلات التي تواجههم في عملية التصدير، وفقا للمسئولة بالغرفة الألمانية.
وتؤكد "عصمت" أن ألمانيا أسست هذه الأكاديمية لرغبتها في استيراد منتجات الخضراوات والفاكهة والأعشاب من مصر، حيث تعاني ألمانيا نقصا شديدا في هذه المنتجات، بسبب عدم قدرتها على زراعتها، لعدم سطوع الشمس سوى فترات قليلة في العام.
ولا تتجاوز الزراعة نسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا، حسب إحصائيات 2004، بينما يمثل قطاع الصناعة حوالي 31%، فيما يصل قطاع الخدمات إلى 68%.
وتعتبر مصر من الأماكن المفضلة لدى ألمانيا في استيراد المنتجات الزراعية، لأسباب من بينها القرب الجغرافي بالطيران، ورخص العمالة بها، والطعم المتميز لمنتجاتها الزراعية، إلا أن المشكلة الأساسية التي يعترض عليها الألمان -حسب عصمت- هي ضعف الجودة في المنتجات الغذائية المصرية خاصة في عمليات التغليف والتعليب.
من هنا جاءت فكرة إنشاء أكاديمية الفاكهة والخضراوات والأعشاب حتى تحصل ألمانيا على أقصى درجة للجودة في المنتجات المصرية، لا سيما أن الصادرات المصرية لألمانيا تقدر بحوالي 184.2 مليون يورو (اليورو= 7.51 جنيهات تقريبا) في النصف الأول من عام 2004، وفق تقرير للغرفة الألمانية العربية. وحسب عصمت، تعتزم أيضا الغرفة الألمانية إنشاء أكاديمية متخصصة في الجلود والمنسوجات لتأهيل المصدرين المصريين.
برامج الأكاديمية
يرتكز برنامج الدراسة في أكاديمية الخضراوات والفاكهة على طريقة ورش العمل التي يتم فيها تدريب المصدر على مختلف فنون التصدير، وتتناول أيضا هذه الورش موضوعات تتعلق بشرح سوق الواردات الألمانية في قطاع الخضراوات والفاكهة، وتوضيح أذواق المستهلكين، وكذلك آخر التطورات التكنولوجية في صناعة وتعبئة الحاصلات الزراعية.
كما تتناول برامج الأكاديمية معايير التسويق والجودة وقنوات التوزيع في أوربا وألمانيا، وأفضل طرق حصاد الثمار، فضلا عن التعرف على طبيعة متاجر الخضراوات والفاكهة الألمانية، وكيفية تفادي الأخطاء في تعبئة وتغليف المنتجات والتعرف على منطقة الجمارك الألمانية والإجراءات المطلوبة في هذه المنطقة.
أيضا تهتم الأكاديمية بإعطاء محاضرات حول كيفية الاستفادة من الإنترنت في فتح مجالات للتصدير وخاصة عن طريق الموقع الإلكتروني المتخصص في قوانين الفواكه في السوق الألمانية، وهو باللغات الثلاث الألمانية والإنجليزية والفرنسيةwww.fruit-law.de،وتعرض الأكاديمية للمتدربين قصص نجاح لبعض الشركات المصرية المصدرة لعدد من الخضراوات والفاكهة أو الأعشاب لألمانيا.
وتستغرق الدورة الدراسية حوالي شهر ونصف ويقوم بالتدريس فيها مدربون من ألمانيا ومصر يعملون في مجال استيراد وتصدير المنتجات الزراعية والغذائية؛ وهو ما يخلق تلاحما بينهم وبين المتدربين لفتح قنوات اتصال فيما بينهم للتصدير والاستيراد دون مساعدة من الأكاديمية.
وبعد انتهاء كل دورة يعقد امتحان للمشتركين ليحصلوا من خلاله على شهادة معتمدة من الأكاديمية تقوي من فرص تعاملاتهم مع الشركات الألمانية والأوربية، وتقام الدورات التدريبية التابعة للأكاديمية في محافظات مصر المختلفة مثل القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية.
وتقول دينا محمود المشرفة على عمل الأكاديمية بالغرفة الألمانية العربية: هناك إقبال من المصدرين المصريين على الالتحاق بالأكاديمية؛ لذا اضطرت الأكاديمية إلى زيادة أعداد الدارسين في كل دورة من 20 إلى 30 شخصا؛ وهو الأمر الذي يؤكد رغبة المصدر المصري في تطوير أدواته التصديرية، حسب المشرفة على الأكاديمية.
مفيدة.. ولكن
ياسر أبو زيد أحد خريجي الأكاديمية، ويعمل بإحدى الشركات المصرية يقول: إنه التحق بمحاضرات الأكاديمية بترشيح من شركته، مشيرا إلى أنه استفاد من برنامج الأكاديمية في معرفة المواصفات القياسية الأوربية في عمليات التعبئة والتغليف وتسليم البضاعة خاصة في مجال الخضراوات، حيث تعتبر من المشاكل التي تحد من تصدير الشركات المصرية إلى أوربا وألمانيا.
كما تعلم أبو زيد في الأكاديمية النظام المتبع لخدمات ما بعد البيع والطرق المثلى لتحصيل قيمة البضاعة، وهو ما تعاني منه الشركات المصرية، لكن أبو زيد يرى أن هناك ثغرات في طريقة تأهيل الأكاديمية للمصدرين، من أبرزها التركيز في المحاضرات على المواد النظرية أكثر من الشق العملي الذي يجعل الدارس يستوعب جيدا عمليات التصدير وإجراءاتها ومواصفات السلع المصدرة إلى الأسواق الأوربية.
انتقادات للأكاديمية
وتعليقا على مبادرة الأكاديمية يقول جمال العمري الخبير المصري في التصدير والاستيراد الذي حضر أحد برامج الأكاديمية: "هدف هذه النوعية من المبادرات هو تنشيط التبادل التجاري بين مصر وألمانيا"، إلا أنه في الوقت نفسه ينتقد الأكاديمية في أنها لم تساعد المتدربين على فتح قنوات اتصال بشركات ألمانية للتصدير إليها، بل طلبت من المتدربين أن يقوموا بعمل ذلك معتمدين على أنفسهم من خلال المدربين الذين يعمل بعضهم في شركات ألمانية متخصصة في الاستيراد.
وأكد أن هناك عددا من المشكلات التي يجب أن يعيها المصدر المصري حتى تنفتح له الأسواق الأوربية في مجال الخضراوات والفاكهة، منها التأكيد على جودة المنتج، ومدى الطزاجة، والوعي بالسوق المستوردة ونمط تفكير المستهلك الأوربي.
--------------------------------------------------------------------------------